الجماعة اللى قاموا بالإضراب دول شوية مخربين مفسدين ..و بيعطلوا مصالح البلد .. و بيوقفوا المواصلات .. و بيكسروا المرافق .. و بيعتدوا على الممتلكات .. و بيوقفوا الإنتاج .. و بيحركهم حقد طبقى (لاحظوا إن الكثير من المشاركين فى الإضراب بجانب العمال هم مدرسون و موظفون و مهندسون و محامون و أطباء و طلبة جامعة و طلبة مدارس و ما إلى ذلك .. يعنى طبقة متوسطة .. ماعرفش الحقد الطبقى هاييجى منين) .. و دول (المضربين يعنى) يعدون طليعة ما يسمى بـ "الشيوعيين الجدد" .. و بينفذوا مخططات الغرب الليبرالى العلمانى الملحد الكافر .. و بيحاولوا يطبقوا الديموقراطية اللى هى بتعادى الإسلام (معلش يا جماعة اسمعوا منى للآخر).. إلى جانب إن اللى بيعملوه دة يعد "خروجا على الإمام" .. و كل دة ليه ؟؟؟؟؟ قال عشان عايزين شوية مطالب ثانوية زى إيقاف حالة الغلاء و كمان رفع الأجور .. مش معقول يعنى عشان شوية مطالب زى اللى فاتت دى اللى هى بتعد من الرفاهية فى الحياة (إن الواحد لما تتبعزق كرامته عشان يشترى رغيف عيش غاية فى السوء و بربع جنيه فيطلب إن الوضع دة يتوقف فدة يعد رفاهية) نقوم نعمل إضراب و نخرب البلاد و نبقى عملاء للغرب و نغضب ربنا .. مايصحش طبعا .. دة حتى أيام سيدنا عمر المجاعة استمرت لمدة تسعة أشهر و ماحدش فكر يعمل إضراب (ماعرفش إيه وجه الشبه بين المجاعة أيام سيدنا عمر و بين الأحداث الحالية .. شروط القياس غير متحققة) نقوم احنا نطلع نعمل إضراب ؟؟ لأ .. لازم نصبر .. دى الحالة اللى احنا فيها لسة ماوصلتش لمجاعة .. اصبروا .. تحملوا (مش عارف لحد إمتى هانصبر و هانتحمل .. يمكن لغاية ما تضيق بينا الدنيا و يبقى حلال لينا ناكل لحوم الميتة .. شراء هياكل الفراخ بعد ما كانت رائجة بين الفقرا بقت صعبة هى كمان)ا
الكلام اللى بالأحمر اللى فات دة مجرد مقتطفات بالمعنى من خطب لبعض الدعاة و الشيوخ عن موضوع الإضراب .. يا ريت يا جماعة تسمعوا الكام خطبة دول عشان ماحدش يظن إنى باتجنى على حد و عشان تكونوا على بينة من رأى كبار الدعاة حول أمور الإضرابات و الاعتصامات .. و الكلام السابق كان عينة من كلام كتير جدا .. العنوان اللى فات دة هو جملة قالها الشيخ رسلان بنفسه
الدرس الأول للشيخ محمد سعيد رسلان
الدرس الثانى للشيخ محمد سعيد رسلان
أنا سمعت الخطب دى بالكامل .. و كان نتيجتها إن أعصابى اتحرقت .. خلط .. خلط شديد شديد جدا بين المفاهيم و بعضها .. خصوصا موضوع "الشيوعيين الجدد" و "الحقد الطبقى" دة .. بصراحة حسسنى بالإهانة فضلا عن إنه كلام فى رأيى يعد ضربا من الوهم .. كل من لدغه الفقر أو عضه الجوع أو أهانه الفساد أو قهرته المحسوبية يعد شيوعيا يحركه الحقد الطبقى
هم مفترضين أصلا إن "إضراب" يعنى "اعتداء على ممتلكات" .. و مصرين إن "اعتصام" يعنى "تعطيل مصالح" .. فى حين إن الدعوة للإضراب اللى فات كانت بهدف لا الإضراب و لا الإعتصام .. الهدف منه كان الانقطاع عن نشاط الشراء بوجه عام .. و دة سلوك دعى إلى مثله سيدنا عمر فى فترة من فترات حكمه .. لكن هؤلاء الدعاة مش شايفين الكلام دة .. لا موقف سيدنا عمر و لا المعانى الحقيقية للمفاهيم
و أى حد متابع النشرات و الأخبار هايقدر يدرك إن لو كان هناك بعض أعمال عنف فإنها من عناصر مدسوسة من اللى عايزين يبوظوا الإضراب .. لو حد عنده قدر بسيط من الفطنة و الكياسة هايقدر يدرك دة و كما نعلم فإن المؤمن كيس فطن
و حتى لو الدعوة كانت إلى "إضراب" أو "اعتصام" .. كل دى وسائل سلمية يقوم بها الناس بهدف توصيل مجموعة مطالب لأولى الأمر .. يعنى مش بهدف لا خروج على حد .. و لا تكسير مرافق حد .. لكن كما هو معروف إن دى وسائل ديموقراطية .. و الديموقراطية فى رأى هؤلاء الدعاة حرام شرعا.. إذا كانت الوطنية حرام من وجهة نظرهم .. هاتيجى على الديموقراطية هى اللى هاتبقى حلال
ملاحظ إن هؤلاء الشيوخ و الدعاة قاموا بتعريف "الإضراب" و "الاعتصام" بتعريفات مالهاش علاقة بحقيقتها عند أهل التخصص (اللى هم الناس اللى عارفة يعنى إيه ديموقراطية) .. و من خلال هذا التعريف الجديد و الغريب و المرفوض أصلا من أى شخص عادى نلاقيهم هاجموا المفاهيم الأصلية .. فتضيع الحقيقة
نفس الطريقة دى تم التعامل بيها مع "الوطنية" و "المواطنة" و "الوطن" و "القومية" و "الهوية" و "علم الكلام" و "التصوف" و "الفلسفة" و "المنطق" و "التأويل" و "العقلانية" و "الفرقة الناجية" و طبعا معاهم "الديموقراطية" و ما يندرج تحتها من "إضراب" و "اعتصام" و "انتخابات" و "مجالس نيابية" .. المفاهيم دى بعضها وضحناه فى تدوينات سابقة عشان ماحدش يقول إننا بنتجنى على حد .. زى التدوينة دى و دى و دى و دى
أنا بجد مش عارف هذه الطريقة الجديدة فى التعامل مع شئون و قضايا الأمة هم بيتبعوها ليه ؟؟ يعنى إيه إنى أجيب المفاهيم دى و أطلق عليها معانى سيئة مالهاش علاقة بيها و ابتدى أهاجمها .. هل دة عن عمد ؟؟ و لا عن عدم علم ؟؟ لو كان عن عدم علم فكان يجب أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون .. أما إن كان عن عمد فلا تعليق
لو كان دة هو منهج هؤلاء الشيوخ و الدعاة فى التعامل مع قضايا الأمة و شئونها .. فأكاد أقسم أن ما هذه بسلفية ترضى الله و رسوله .. بل ما هذه بسلفية أصلا
أعتقد إنى لو أعطيت نفسى الحق إنى أستخدم نفس المنهج بتاعهم فى الحكم على الأشياء فهايبقى عادى جدا إنى أقول إن السلفية يعنى سلبية (يا جماعة أنا عارف يعنى إيه سلفية لكن الجملة اللى فاتت دى من قبيل توضيح تأثير المنهج الغريب)ا
هؤلاء الشيوخ و الدعاة ربما هم مهرة و متمكنون و لا يشق لهم غبار فى أمور العبادات و أمور العقائد و أصول الدين و علوم الحديث و ما إلى ذلك .. نعرف فضلهم فى ذلك و نقدرهم و نجلهم لأجله بل و نرجو لهم التوفيق و السداد .. أما قضايا الأمة الراهنة الكبرى فلها وسائلها فى التعامل معها و التى يجب إجادتها قبل أن نخرج برأى له وزن فضلا عن أن يكون رأيا مخالفا لجمهور أهل الفهم و الرأى و الخبرة
طب أنا هاحكيلكم حكاية .. أبو حامد الغزالى لما حب يواجه هجوم الزنادقة و الباطنية فى القرن الخامس الهجرى و كانوا متسلحين بسلاح الفلسفة و المنطق .. فضل سنوات و سنوات يدرس فلسفة و منطق لغاية ما امتلك زمامهما و كان فارسا من فرسانهما إلى أن تغلب على كل زنادقة و ملاحدة عصره فأطلق العلماء عليه "حجة الإسلام".. و قسم علوم الفلسفة تقسيم غاية فى الدقة .. يعنى قبل ما يحكم على الفلسفة درسها صح .. و لم يمنعه مانع فى سبيل طلب الحق .. و برغم كدة كان ضعيفا فى علوم الحديث و هو كان عارف كدة و كان بيقول على نفسه إن بضاعته فى علم الحديث مزجاة .. يعنى لم يدع المعرفة و لم يطلق على مصطلحات و مفاهيم علوم الحديث تعاريف جديدة .. لو جينا شوفنا هؤلاء الدعاة بيقولوا إيه .. بيقولوا إن الديموقراطية حرام .. طب درستوها بالتفصيل ؟؟ يقولوا إنها بتخالف الإسلام و ماينفعش نتعامل مع ما يخالف الإسلام !!!!!! فلم يتبق لهم إلا إطلاق معانى جديدة على المفاهيم لا عن علم و يقين .. و لكن إن هم إلا يظنون
فيه قاعدة منطقية بتقول "الحكم على الشىء فرع عن تخيله" .. طب إزاى هايتخيلوا الشىء من غير ما يعرفوا عنه حاجة .. دى أبسط قواعد المنطق .. لكن بما إن علم المنطق عند هؤلاء الدعاة هو علم محرم أو على أفضل تقدير علم لا طائل من وراءه .. فطبيعى إننا نجد هذا المنهج الغريب فى التفكير
يعلم الله أنى راجعت نفسى و نويت أن أتوقف عن مثل هذا النوع من الكتابات و كنت هاسيب الدعاة يقولوا اللى هم عايزينه .. و كنت سأهتم بمواضيع أخرى لما ارجع للتدوين تانى بإذن الله .. كنت هاتكلم عن أحداث تاريخية أو شخصيات إسلامية أو عن آرائى الخاصة فى شوية مواضيع .. و يشهد على ذلك دكتور حر فقد صارحته بما فى نفسى من مراجعة .. مراجعتى لنفسى (بجانب انشغالى) هى اللى خلتنى لا أنشر آخر حلقة من موضوع الوطنية اللى كنت باناقش فيها رأى الشيخ الطبيب محمد اسماعيل المقدم و اللى اكتفيت بإنى أبعته للناس على إيميلاتهم للى طلب منى أو علق على الموضوع أو اهتميت بإنهم يقرأوه (اللى عايزنى أبعته ليه يقول لى يا جماعة) .. لكن اللى سمعته فى الدروس دى أطار صوابى و فضلت أيام أحاول السيطرة على الكلمات لأتمكن من الكتابة بشكل هادئ و دة اللى خلانى أتأخر فى عرض الموضوع بعد أحداث الإضراب مباشرة بجانب إنى مشغول جدا